المقاهي والبشر والبحث عن المكان الثالث المناسب

دائما ما تبهرني شخصيات رواد المقاهي المختلفة، فكل شخص يقصد المقهى لحاجة  مختلفة عن غيره، ذاك الذي يحتاج جرعته اليومية من الكافيين فيأخذها على شكلTake away على عجالة. تلك التي تجلس في الزاوية برفقة أوراقها وحاسبها على ما يبدو تذاكر لاختباراتها الجامعية. أو مجموعة الأشخاص نفسهم اللذين يلتقون يوميا في المقهى ذاته وتجمعهم الطاولة نفسها المطلة على ممر المول لتبادل الحديث وآخر الأخبار واخيراً ذلك الذي يجلس وحيداً في زاوية هادئة ليستمتع بقراءة كتابه.

لكل منهم حكاية ولكل منهم ما يفضله، يرتاد بعض الأشخاص سلاسل مقاهي معينة لنكهة القهوة التي تقدمها وآخرون يفضلون مقهى بحد ذاته بغض النظر عن طعم القهوة ولكن لتصميم المكان وجلسته الدافئة.

ولكن ما الذي يجعلنا نفضل الجلوس في المقاهي عكس غيرها من الاماكن؟ أو حتى عندما يكون بإمكاننا أن نعد كوب قهوة ونستمتع به في زاويتنا المفضلة في المنزل لماذا نفضل الخروج من المنزل لتناول القهوة؟ وما الذي يجعل بعض المقاهي ملاذاً هادئاً نستمتع بالجلوس فيها؟

e927a572302970c47618baba3dc4c4ea

لبنى الخميس في حلقتها الأخيرة من بودكاست “أبجورة ” بعنوان المكان الثالث أجابت على هذه التساؤلات،  اقتباساً عن راي اودنبيرغ تقول : ان في حياة كل شخص ثلاثة أماكن يتردد عليها باستمرار المنزل، مكان العمل ومكان ثالث يختاره بعناية ويرتاده باستمرار ويتسم بكونه فضاء محايد يشجع على تبادل الأفكار. مكان أليف إلى نفسك يمنحك راحة تشابه راحتك في المنزل وبيئة دافئة وميدان خصب للنقاشات.    

رابط الحلقة

بعد سماعي لهذه الحلقة وجدت أنه بالفعل لدي مكان مفضل دائماً ما أذهب إليه سواء لوحدي للاستمتاع بإفطار هادئ في صباح نهاية الأسبوع، او للقاء صديقاتي أو للتوقف لكوب قهوة سريعاً وسط جولة تسوق. قد لا تكون قهوته الأفضل ولكن الجلسة دافئة ومريحة وأحب صدى الموسيقى الكلاسيكية التي غالبا ما تكون في الأجواء. لدي عدد من المقاهي التي أحب الجلوس وأتردد عليها من وقت لآخر فيها لكن يظل هذا مختلفاً…

تقولLindsay J McCunn في مقالها “علم النفس البيئي والمقاهي”: عندما تجلس في مقهى ما لوهلة من الزمن يمكنك أن تلتمس حس المجتمع المحلي. حيث في المقاهي يتصرف الأشخاص على طبيعتهم، يتحدثون بكل أريحية ويضحكون بصوت عال ولهذا تصنف المقاهي ضمن قائمة “المكان الثالث”.

قد تبدو بعض الأماكن تضج بالأشخاص والأصوات ولكن يظل لمكاننا الثالث مكانة خاصة، نرتاح لوجودنا فيه ويعيد لنا توازننا بعد يوم حافل بالأعمال أو لأسبوع مليء بالأحداث فنحن نحتاج لعزلتنا في مكان كهذا لتشحن طاقتنا من جديد. وقد يختلف المكان من شخص لآخر فقد يفضل البعض الحديقة أو شاطئ البحر أو حتى صالون التجميل على المقاهي فلكل شخص مكانه الثالث الذي يهواه.

وانتم ما هو مكانكم الثالث الذي تفضلونه؟!

ريم


أضف تعليق